الأربعاء، 15 فبراير 2017

تخفيف القيود على الأبحاث الوراثية التي تجري على خلايا بشرية في امريكا

اعد خبراء في الأخلاق العلمية بالولايات المتحدة الأمريكية، تقريرا قالوا فيه ان عمليات العديل الجيني التي تجرى على الشريط الوراثي قد يمكن استخدامها على الأجنة البشرية والبويضات والحيوانات المنوية لانتاج اطفال خالية من احد الأمراض الوراثية.

وهؤلاء الخبراء يعملون في الاكاديمية الوطنية للطب والأكاديمية الأمريكية للعلوم، ووصف التقرير الذي اعده هؤلاء ما تم تحقيقه من تقدم علمي في عمليات التعديل الجيني في البويضات والحيوانات المنوية والأجنة بأنه اصبح واقعا ويستحق ان يتم عمل ابحاث جدية بشأنه.



وينتهج التقرير منهجا متساهلا تجاه تكنولوجيا حديثة اسمها "كريسبر – كاس9” وهي تقنية تسمح بتغيير الجين المراد تغييره وتفتح الأفاق واسعة امام الطب الوراثي حيث يمكنها تغيير الجينات الغير مرغوب فيها بكفاءة عالية.

وكانت التوصيات الأخيرة بهذا الشأن والصادرة عن الأكاديمية الوطنية للعلوم في شهر ديسمبر 2015، في اجتماع دولي للأخلاق العلمية، تقول ان استخدام تقنيات التعديل الجيني في تجارب سريرية لتصحيح الجينات المريضة وعلاجها سيكون امر غير مسؤول اذا لم يخضع لمعايير قوية تضمن سلامته وفاعليته.

ومازالت التقنية المذكورة قيد البحث، ولكن التقارير الصادرة عن الأكاديمية تقول ان التجارب التي تمت وحتى الأن على خلايا تكاثرية بشرية مبشرة، وان القنية قد يتم استخدامها مستقبلا لكن تحت رقابة وبشروط مشددة.

وتعد هذه التقنية غير مشروعة حتى الأن في الولايات المتحدة الأمريكية، كما تجرمها ول اخرى، وقعت على معاهدة لحظر مثل هذه التجارب، منعا لاستخدامها في انتاج اطفال بحسب الرغبة.

وتعمل هذه التقنية بطريقة مشابهة لبرامج معالجة النص الكتابي، حيث يقوم برصد الخطأ في الشريط الوراثي ويعدل الجين المعيب، من خلال استبدال المنطقة المشوهة على الشريط الوراثي بمواد اخرى سليمة من الشريط الوراثي.

وفي الوقت الحالي يتم تجربة هذه التقنية الحديثة على اشخاص مصابون بخلل في جين واحد مثل الذي ينتج عنه مرض انيميا الخلايا المنجلية.

وفي حالة استخدام هذه التقنية في الخلايات التكاثرية فإن ذلك يمكن ان يؤثر في الاجيال القادمة، وعلى الرغم من الحظر، يقوم العديد من العلماء بالاستمرار في ابحاثهم في هذا المجال، ويخوض اطباء من معهد برود لابحاث الطب الوراثي، وجامعة كاليفورنيا حربا ضد تقنين استخدام تقنية كريسبر المذكورة.

وتقول اللجنة في بيانها ان مسألة الحذر في استخدام مثل هذه التقنيات حتى لا يساء استخدامها لا تعني ان نمتنع بالكامل عن استخدامها.

وقالت بعض المنظمات المعنية بالدفاع عن حقوق المرضي بامراض وراثية مثل "بروجرس اديوكيشنال ترست" ان هذه التوصيات الأخيرة تتميز بالحكمة، بحسب قول سارة نوركروس العاملة في المنظمة.

الا ان مؤسسات اخرى اعترضت على هذه التوصيات مثل "سنتر فور جينيتكس اند سوسيتي" التي اعتبرتها مقلقة وتمثل خيبة امل لهم بحسب ما قال مارسي دارنوفسكي الذي يعمل بالمركز، والذي اعتبر هذه التوصيات بمثابة الضوء الأخضر للمضي في التعديلات البشرية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق